عالم الطهي، تعتبر الشاورما أكثر من مجرد وجبة – إنها تجربة ثقافية وذوقية تتجاوز الحدود. مع جذورها في الإمبراطورية العثمانية وتأثيرها الممتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا، تحولت الشاورما إلى رمز عالمي للمأكولات الشعبية. في هذا المقال، سنستكشف أصول هذا الطبق المميز، طرق تحضيره، وكيفية تبني ثقافات مختلفة لهذا الطبق في قوائم أطعمتها
ما هي الشاورما؟
الشاورما هي طبق شهير في الشرق الأوسط، يُعتقد أنها نشأت في تركيا. تُصنع من طبقات لحم الضأن، البقر، أو لحوم أخرى مشوية على سيخ وتُقدم عادة ملفوفة أو مع خبز البيتا. الشاورما تشبه الجيروس اليوناني لكنها تتميز بتتبيلة أكثر تنوعاً وغنية بالتوابل.
ما هو اصل الشاورما؟
يعود أصل الشاورما إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، حيث ظهرت تقنية شواء اللحم على سيخ دوار رأسياً لأول مرة. هذه الطريقة أساس الدونر كباب، ومنه اشتقت كل من الجيروس اليوناني والشاورما. في أوائل القرن العشرين، أثرت الشاورما على تطور طبق “تاكوس الباستور” المكسيكي، الذي أدخله المهاجرون اللبنانيون إلى المكسيك.
قد يهمك: طريقة عمل خبز الصاج
كيف تصنع الشاورما؟
تُصنع الشاورما من شرائح رقيقة من اللحم المتبل والمتنوع مثل لحم الضأن، الماعز، العجل، البقر، الدجاج، أو الديك الرومي. تُرص هذه الشرائح على سيخ يصل ارتفاعه إلى حوالي 60 سم. قد يُضاف الدهن إلى الطبقات لزيادة العصارة والنكهة. يدور السيخ ببطء أمام عنصر تسخين كهربائي أو يعمل بالغاز، مما يضمن شواء الطبقة الخارجية باستمرار. تُقطع الشرائح من اللحم المتحرك للتقديم، عادةً بسكين طويلة ومسطحة.
سبب تسمية الشاورما بهذا الاسم
تعود تسمية الشاورما إلى أصولها في الإمبراطورية العثمانية. في القرن التاسع عشر، ابتكر جزار تركي يُدعى إسكندر طريقة جديدة لطهي اللحم على سيخ دوار عمودي. بدلاً من طهي الضأن كاملاً، قام إسكندر بفصل اللحم عن العظام والعضلات وتكديسه على السيخ الرأسي، مما يسمح بطهيه ببطء وتقطيعه حسب الطلب. هذه الطريقة، المعروفة بالدونر كباب أو “كباب ملفوف”، انتشرت في الدول المجاورة وأصبحت معروفة في سوريا ولبنان والأردن باسم “شاورما”، وهي كلمة مُعربة من الكلمة التركية “çevirme” التي تعني “التدوير”، وفي اليونان باسم “جيرو” والذي يحمل نفس المعنى.
في الختام، من التوابل الغنية في تركيا إلى التنوع الفريد في لبنان والمكسيك، تعد الشاورما مثالًا حيًا على كيفية اندماج الثقافات والأذواق لإنشاء أطباق محبوبة حول العالم. إنها تجسد مفهوم “الأكل بلا حدود”، حيث يتم تحضيرها بأساليب متنوعة تناسب كل ثقافة وذوق. تظل الشاورما رمزًا للتنوع والابتكار في عالم المأكولات الشعبية.
