تغذية

شرب ماء البحر

شرب ماء البحر

في عالمنا الذي يغلب عليه الماء، قد يبدو مفاجئًا أن شرب ماء البحر ليس خيارًا آمنًا للبشر. على الرغم من أن البحار والمحيطات تغطي معظم سطح الأرض، إلا أن ماءها لا يصلح للشرب بسبب محتواه العالي من الملح. هذا المقال يستكشف الأسباب العلمية وراء خطورة شرب ماء البحر، مع تسليط الضوء على الآثار الجانبية المحتملة والنصائح للحد من هذه الآثار في حالات الضرورة القصوى.

الآثار الصحية لشرب ماء البحر

شرب ماء البحر يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الصحة، وذلك بسبب احتوائه على تركيزات عالية من الملح تفوق ما يمكن للجسم البشري معالجته. الآثار الجانبية الأساسية لشرب ماء البحر تتضمن:

  1. الجفاف: ماء البحر يحتوي على نسبة عالية من الملح، مما يؤدي إلى سحب الماء من خلايا الجسم إلى الدم، مما يزيد من الجفاف. الجسم يحاول تخفيف هذا الملح الزائد عن طريق توجيه المزيد من الماء إلى الكلى، مما يزيد الجفاف​​​​.
  2. تأثيرات جانبية مبكرة: هذه تشمل الفم الجاف، تسارع ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، الصداع، والدوار. كما قد يتطور الأمر إلى الخمول والارتباك، وفي بعض الحالات، القيء أو وجود دم في البراز، فقدان الشهية وفقدان الوعي​​.
  3. تأثيرات جانبية خطيرة: إذا استمر الشخص في شرب ماء البحر حتى بعد ملاحظة الآثار الجانبية الأولية، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأعراض. يمكن أن يحدث فشل كلوي بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج البول بسبب نقص المياه القابلة للاستخدام. يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد أيضًا إلى الهذيان والنوبات، ويمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يتم معالجته​​​​.
  4. أضرار الكلى: الكلى مسؤولة عن تصفية المواد الزائدة من الدم وإزالة الفائض من الماء من الجسم. شرب ماء البحر يمكن أن يزيد العبء على الكلى ويتسبب في إرهاقها، مما قد يؤدي إلى تلف الكلى​​.
  5. اختلال التوازن الكهرلي: ماء البحر يحتوي على مستويات عالية من الملح والمعادن الأخرى، مما قد يعكر التوازن الدقيق للكهارل في الجسم، مما يؤدي إلى تشنجات عضلية، ضعف، وأعراض أخرى​​.

من المهم ملاحظة أن الكلى البشرية يمكن أن تصنع بولاً أقل ملوحة من ماء البحر. لذلك، للتخلص من كل الصوديوم الزائد الذي يدخل الجسم عن طريق شرب ماء البحر، يتعين على الشخص التبول أكثر من الكمية التي شربها. في نهاية المطاف، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الموت بسبب الجفاف مع زيادة العطش​​.

من المهم الإشارة إلى أن شرب ماء البحر قد يكون مغريًا في حالات الطوارئ، مثل العالقين في البحر دون مصدر للمياه العذبة، لكنه يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة. يجب تجنب شرب ماء البحر والبحث عن بدائل أكثر أمانًا للحصول على الماء، مثل جمع مياه الأمطار أو استخدام تقنيات التحلية.

قد يهمك: فوائد شرب الماء للبشرة: الأهمية والتأثير

نصائح للحد من الآثار الجانبية لشرب ماء البحر

شرب ماء البحر يمكن أن يكون خطيرًا بسبب محتواه العالي من الملح، لكن في بعض الحالات الطارئة قد يكون ضروريًا. فيما يلي بعض النصائح للحد من الأضرار الناتجة عن شرب ماء البحر:

  1. شرب كميات صغيرة: إذا كان لا بد من شرب ماء البحر، يجب القيام بذلك بكميات صغيرة لتجنب الجفاف.
  2. المزج مع سوائل أخرى: يمكن خلط ماء البحر مع سوائل أخرى مثل مياه الأمطار أو البول لتخفيف تركيز الملح.
  3. الترشيح والتقطير: يمكن استخدام قطعة قماش أو أي مادة مسامية أخرى لتصفية المواد الصلبة من ماء البحر. كما يمكن استخدام أنظمة التقطير الشمسي لتحويل ماء البحر إلى ماء شرب نقي.
  4. الغليان: غلي ماء البحر يمكن أن يساعد في إزالة الشوائب وقتل الكائنات الدقيقة الضارة.
  5. التحلية: في حالات الطوارئ، يمكن استخدام تقنيات التحلية المحمولة لتحويل ماء البحر إلى مياه شرب.
  6. البدائل: يفضل البحث عن بدائل لماء البحر، مثل جمع مياه الأمطار، استخدام أقراص تنقية المياه أو أنظمة الترشيح.

من الضروري التأكيد على أن هذه النصائح قد لا تكون متاحة في جميع الحالات وقد تتطلب التخطيط والإعداد المسبق. لذلك، يُنصح دائمًا بحمل كمية كافية من مياه الشرب عند السفر إلى مناطق يصعب فيها الوصول إلى مياه الشرب النقية.

في الختام، من خلال استعراض التأثيرات الخطيرة لشرب ماء البحر وكيفية التعامل مع هذه المشكلة في حالات الطوارئ، يتضح أن البحث عن مصادر آمنة لمياه الشرب هو أمر ضروري ومهم. يجب على الأشخاص المسافرين إلى المناطق البحرية أو العالقين في بيئة بحرية أن يكونوا على دراية بالمخاطر وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم. في النهاية، الوقاية خير من العلاج، والمعرفة الصحيحة يمكن أن تنقذ حياة.

المصدر
healthfullyamericanoceansnoaa

اقرأ أيضا

زر الذهاب إلى الأعلى