الإسلام

ما هي مراتب القدر؟

ما هي مراتب القدر

تعريف القدر وأهميته في الإسلام

يُعرّف القدر في اللغة بأنه التقدير. أما في الاصطلاح، فقد عرفه شيخ الإسلام بأنه علم الله وكتابته المطابقة لمشيئته وخلقه. هذا التعريف يشمل أركان الإيمان بالقدر، ومراتب الإيمان به، ودرجاته. في موضع آخر، يُعرّف القدر بأنه الحكم الكوني، أي كل ما قضاه الله كونًا فهو من قدره. كما عرّفه الإمام أحمد بأن القدر هو قدرة الله، مشيرًا إلى أن من ينكر القدر فهو منكر لقدرة الله​​.

ما هي مراتب القدر؟

الإيمان بالقضاء والقدر يقتضي من المسلم أن يؤمن بأربع مراتب:

  1. مرتبة العلم: تشير إلى علم الله بكل ما حدث وسيحدث.
  2. مرتبة الكتابة: تعني أن كل ما يحدث قد كُتب بالفعل في اللوح المحفوظ.
  3. مرتبة المشيئة: تدل على أن كل شيء يحدث بمشيئة الله.
  4. مرتبة الخلق: تشير إلى أن الله هو خالق كل شيء.

هذه المراتب مستمدة من الأدلة الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله​​.

1. مرتبة العلم

مرتبة العلم هي الأساس في مراتب القدر، وتُعتبر من أهم مراتبه. يشمل علم الله تعالى ثلاثة أمور رئيسية:

  1. علم بالأحداث الماضية: الله عالم بكل ما حدث في الماضي، ولا يخفى عليه شيء.
  2. علم بالأحداث الحاضرة: يعلم الله بكل ما يحدث في الكون في اللحظة الحالية.
  3. علم بالأحداث المستقبلية: يعلم الله تعالى بكل ما سيحدث في المستقبل، ولا تخفى عليه أية تفاصيل، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

ومن الأدلة على هذه المرتبة قوله تعالى {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الأنعام:٥٩]

2. مرتبة الكتابة

مرتبة الكتابة هي المرتبة الثانية من مراتب القدر في الإسلام. تُعنى هذه المرتبة بأن الله سبحانه وتعالى قد كتب كل شيء في اللوح المحفوظ. يتضح هذا من خلال الآيات القرآنية التي تشير إلى علم الله بكل شيء في البر والبحر وأن كل صغير وكبير مكتوب في كتاب. كما يُروى في الصحيحين أن الله خلق القلم وأمره بأن يكتب كل ما هو كائن حتى يوم القيامة​​.

اقرأ أيضا

قال الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ[يس:١٢]، الإمام المبين هو اللوح المحفوظ.

هذه المرتبة تُظهر أن كل ما يحدث في الكون قد تم تسجيله وكتابته بمشيئة الله، ما يعكس الإيمان بعلم الله الشامل وقدرته على كل شيء.

3. مرتبة المشيئة

مرتبة المشيئة تعني الإيمان بأن كل ما يحدث في الكون يقع بمشيئة الله وقدرته. هذا يشمل كل الأحداث، سواء كانت جيدة أو سيئة، ويعتبر جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية. الإيمان بمرتبة المشيئة يعزز الثقة والرضا بأن كل ما يحدث هو جزء من خطة الله الشاملة ويساعد المؤمنين على التعامل مع المصائب والتحديات بشكل أفضل.

قال الله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26]

4. مرتبة الخلق

مرتبة الخلق في مفهوم القدر في الإسلام تعني الإيمان بأن الله تعالى هو خالق كل شيء. هذه المرتبة تؤكد على أن كل ما في الكون من مخلوقات، سواء كانت أحياء أو جمادات، مرئية أو غير مرئية، قد خُلقت بإرادة الله وحكمته. الإيمان بهذه المرتبة يعني الاعتراف بأن الله هو المسؤول عن خلق كل شيء وتقديره وتنظيمه بطريقة دقيقة ومحكمة.

ومن الأدلة قوله تعالى {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام:102]

المصدر
كتاب شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلحكتاب شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفاركتاب شرح لامية ابن تيميةموقع الشيخ البراكمراتب الإيمان بالقدر - موقع الشيخ البراكما هي مراتب القدر الأربع - موقع الشيخ البراك

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى